لطالما كانت الخيول الوسيلة الوحيدة للأناقة والقوة، بالإضافة إلى الهيبة. ونظرًا لارتباط إسطبلات التاج بمسارات السباق العالمية، حظيت هذه الحيوانات الرائعة بإشادة محبيها منذ القدم. ورغم أن امتلاك حصان يُعدّ ترفًا بحد ذاته، إلا أن بعضها حقق مبالغ طائلة، بناءً على نسبه أو قدرته على السباق أو حتى تكاثره.
في هذه المقالة، سنستكشف أغلى حصان بِيعَ على الإطلاق، إلى جانب بعض الخيول الأخرى التي حققت ملايين الدولارات في المزادات، كل منها يمثل قمة التميز في عالم الخيول.
مقالات مشابهة
إن الخيول الأسطورية التي تُعد أبطالاً في مجال التربية السليمة، لا تكتسب خبراتها من خلال سباقاتها فحسب، بل وأيضاً من خلال المبالغ القياسية التي تتمكن من جلبها.
يتصدر القائمة الحصان فوسايتشي بيغاسوس، أغلى حصان بِيعَ على الإطلاق. اشترته مزرعة كولمور عام ٢٠٠٠ بسعرٍ باهظٍ بلغ ٧٠ مليون دولار، ليصبح نجمًا لامعًا، بعد فوزه بسباق كنتاكي ديربي عام ٢٠٠٠. فوسايتشي بيغاسوس حصانٌ أمريكيّ الأصل، وقد اعتُبر نجمًا عالميًا بفضل سرعته.
بنية جسدية مثالية ونسب جيد. مع أن مسيرته كأب لم تكن ناجحة تمامًا، إلا أن بيعه حطم رقمًا قياسيًا في تاريخ مبيعات الخيول، دليل على المكانة الرفيعة لسباقات الخيل.
شريف دانسر حصان أصيل أصيل، يعود للشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم، حاكم دبي، وقد حقق إنجازات لا تشوبها شائبة في تربية وسباقات الخيل. وقد جعله فوزه في ديربي أيرلندا عام ١٩٨٣، إلى جانب إرثه الرعوي العريق، أحد أهم الخيول وأكثرها طلبًا حول العالم.
بيع شريف دانسر في مزاد علني بسعر قياسي بلغ ٤٠ مليون دولار، مما جعله أحد أكثر الخيول تأثيرًا في السباقات الدولية، حيث تأثرت أجيال من الخيول الأصيلة بهذا البيع.
على الرغم من أن "القرد الأخضر" لم يرتقِ إلى مستوى التوقعات في مضمار السباق، إلا أنه لا يزال من بين أكثر الصفقات تداولاً في تاريخ سباقات الخيل. بِيعَ هذا الحصان، ابن "راقصة الشمال" و"سكرتارية"، في مزاد عام ٢٠٠٦ مقابل ١٦ مليون دولار بعد أداء مذهل في تدريبه. لم يُشارك قط في سباقات الخيل الفاخرة، ولكنه حقق سعر بيع قياسي، وكُافأ أداءه بنتيجة غير موفقة. يبدو أن الإمكانات والنسب هما العاملان اللذان يجعلان السعر أعلى في سوق الخيل الفاخرة.
بالوبيه دالونغ حصان قفز حواجز شهير، يعرفه عشاق هذه الرياضة كواحد من أجود سلالاتها. في عام ٢٠١٣، حقق هذا الحصان، وهو من سلالة Selle Français، لمدرب فريق قطر لقفز الحواجز جان توبس، مبلغ ١٥ مليونًا. كان من أبرز الخيول المنافسة في المسابقات الدولية بفضل رشاقته ومهاراته وسجله التنافسي.
كان بيع بالوبيه من أغلى الأسعار التي رُصدت على الإطلاق لحصان قفز حواجز، وليس مجرد حصان سباق، مما يُظهر أهمية الدقة والإتقان في رياضة الفروسية.
استحوذ حصان الترويض العظيم توتيلاس على اهتمام العالم بفضل دقته وإتقانه وسهولة عروضه. عُرف هذا الحصان الهولندي الأصيل باسم نيك نيك توتو، وسجّل أول حصان على الإطلاق يحقق نسبة نجاح عالية، تجاوزت 90%، في مسابقة ترويض. بيع توتيلاس مقابل 13 مليون دولار، ليُضيف لمسة فنية جديدة إلى عالم الفروسية. غيّر توتيلاس أسلوب ارتداء الملابس الذي يطمح إليه الجميع، وحتى بعد وفاته، لا تزال لياقته البدنية مطلوبة بشدة، مما يضمن له مكانة مرموقة في عالم الترويض.
كان سياتل دانسر، الأخ غير الشقيق لخبير الخيول الشهير، رياضيًا مشهورًا حتى قبل أن يخطو خطواته الأولى في مضمار السباق. بيع بسعر قياسي بلغ 13.1 مليون دولار في مزاد عام 1985 في جميع أنحاء العالم. لم يُنهِ سياتل دانسر مسيرته بنجاحٍ يُضاهي السعر القياسي الذي حققه، لكن سجله في تربية الخيول في أيرلندا كان محترمًا، وهذا يُظهر أن السلالة وحدها هي التي تُعتبر ذات قيمة لا تُقدر بثمن في عالم تربية الخيول.
بعد أن أصبح اسم "ميدان سيتي" معروفًا ومضمار "ميداش" لسباق الخيل، الذي يُعدّ رمزًا في دبي، بيع "ميدان سيتي" مقابل 11.7 مليون دولار في مزاد عام 2006. ورغم أنه لم يحقق نجاحًا باهرًا في سباقات الخيل، إلا أن سعره عند البيع يُظهر نشوة المستثمرين في الخيول الأصيلة عالية الجودة في بداية الألفية الثانية. وقد جعله اغتصابه من قِبل والده وامتلاكه سلالةً رفيعة المستوى، شخصيةً بارزةً تحظى باهتمام دولي واسع في سباقات الخيل الفاخرة، لا سيما من قِبل أثرياء الخليج وجامعي التحف الأثرياء.
لا يزال حصان فوسايتشي بيغاسوس، أغلى حصان بِيعَ على الإطلاق، مثالاً ساطعاً على أن القيمة في عالم الخيول تتجاوز مجرد الأداء - إنها تتعلق بالنسب والإمكانيات والمكانة المرموقة. سواءً كان حصاناً أبطالاً في مضمار السباق مثل شريف دانسر، أو حصاناً مميزاً مثل توتيلاس، فإن كل حصان من هذه الخيول يُجسّد قصةً فريدةً من الرقي والحصرية. لا يزال سوق الخيول العالمي قيد التطوير، مع أن شيئاً ما لن يتغير أبداً، وهو سحر وتقدير هذه الحيوانات الجميلة بقوتها وإرثها الذي ينتظرنا. إنه ليس استثماراً، بل تاريخٌ خالدٌ لهواة جمع الخيول ومربيها، فضلاً عن عشاقها المتحمسين.